عصفور وحيد باكي


عصفور وحيد صغير،طاير في السما بجناح ورق،بيهرب من شجرة لشجرة،يمكن يلاقي أمان في عش غريب.....خايف ...حزين....ضعيف....مالوش في الدنيا غير ربه،عايش بجناح من ورق..وقلب نونو برئ ،اتعلم الطيران بعد ما ريشه اتـنـتـف،وكل ما يقوم يقع,,لحد ما اتعلم،طار بين البلاد يمكن يلاقي حنان

وف يوم فضل يبكي

على نفسه وبيشكي

من دنيا غدارة

عنها الزمن يحكي

لحد ما شاف بشر،وخاف يقربله،بس الإنسان ..اداله أمان..وبعد ما قرب ، حبسه جوا القفص

أصبح سجين غضبان

بيعاند القضبان

وبيلعن الإنسان

على طيبة كدابة

مخلوق وحيد مذعور

عايش يلف يدور

بين السما وبحور

قلابة وبتغدر

هربان من الأوهام

خايف من الأحلام

يصحى كتير وينام

وزمانه على حاله

عاش الحياة في سكوت

يصرخ ومن غير صوت

خايف يطق يموت

ماهو طير وحيد ضايع

نار قلبه منقادة

من طيبة كدابة

ناس عايشة..وديابة

ولا فرق بينهم بان

وبيصرخ العصفور،محتاج لجناح قوي،عشان يلقى الأمان....خايف ..حزين...ضعيف،ومالوهش غير ربه

أنا طير حزين باكي

أنا ليل نهار شاكي

وعايش بأشواكي

ساكت ..بأعلى صوت

عايش جريح في زمن

القلب فيه انسجن

عايش حياتي شجن

خايف...حزين وضعيف

ما بين حناني وعاصفتي


أدق أبواب صمتك في حزن وخوف وترقب،أسير نحوك في خطى هي اقرب إلى الركض في سرعتها...أشعل في ثورة ألف وجه وألف يد تمتد إلي،واغرق في جنون ألف ذكرى وألف فكرة وألف خاطرة بدموعي...أمزق دواوين شعري في ذهول،واتجه نحوك في خوف،والقي خلفي كل الشعارات التي ملأتني بالسام والتمرد،وجعلتني كالفرس المتمرد المنطلق في ثورة وجنون...وها أنا أقف بين يديك ارقب صمتك وغضبك، كطفل صغير اخطأ ويخشى عقابه المنتظر.

غاضب أنت،نعم اعرف أنها الحقيقة..واعرف أنني من اخطات في حق قلبك وإحساسك الصادق،اعرف أنني انطلقت بجنوني نحو أمواج البحار الثائرة فجعلت منا غريقان في بحور الحيرة...تائهان مهما التقت الطرق،ضائعان مهما اقتربت الخطى....

حائرٌ بين غضبك وحنانك،بين ثورتك الصامتة وبين رغبتك بضمي إليك،فدائما ما كنت لك فتاتك المدللة،تخشاني بقدر ما تخشى علي..وتتمنى لو تستطيع أن تضمني بقوة حتى تدخلني إلى صدرك وتُسكنني في قلبك،تخفيني عن العيون...كي أكون ملكا لك وحدك دون الآخرين،الحب ينطلق من عيناك رغم التماع الغضب فيهما،تنطلق من داخلك أسهم جارحة تخطيء إصابتها متعمدا..

اهرب كما تشاء من نظراتي...وابتعد كما ترغب عن لمساتي،فأنا اعلم انك ستعود متلهفا لانهار حناني،وستبكي ندما على كل لحظة غضب...وأنا لن اعتذر

سأكون دوما هنا أدق أبوابك في خوف وترقب،مع يقيني بحبك،وأنا واثقة من ضعفك أمام حبي وحناني..وأمام نظراتي الدامعة.

لن اعتذر،فليس الجنون بخطيئة-فالحب جنون-تخشى اندفاعي وجنوني،وتخشى عواصفي الحمقاء...فليلة أكون ملكا لك وحدك،وليلة أشعرك بالتمرد،أشعل في وجهك ألف ثورة،انطلق بعباراتي التي لا معنى لها,وأعود نادمة...خائفة...مترقبة

ولكني يا سيدي كالبحر..أهدا أياما،وأثور لساعات،احتضنك في سكون بين أمواجي الهادئة،واعصف بك في تياراتي الجارفة..احمل بداخلي أسرار العمر..,وخطايا البشر..أشكو قسوة القدر...وأخشى غدر الزمن.....

نعم أنا كالبحر،وحدي مهما اجتمع من حولي الناس،قوية..وأهوى السفر هنا وهناك مع سفن احملها كما أشاء،وارسم الطرقات التي أريدها.

كالبحر أنا..وليتني لم أكن،فالجميع يظنون أنهم يستطيعون فهمي وقراءة أسراري،ولكني اعرف أنني غامضة،اخفي مشاعري الحقيقية في صمت..والصمت غموض..وحيرة وخوف.وليتني لم أكن كذلك،فانا يا سيدي أخشى الوحدة...أخاف أوقات ضعفي،ابحث عن قلبا يؤنسني في ضعفي،ويدا تصفعني عند تهوري وطيش أفكاري..أبغى صدرا حنونا الجأ إليه عندما اهرب من تيارات نفسي الجارفة التي لا أستطيع التصدي لها.

ها أنا ذا..أعود إليك متلهفة،أتقدم بخطى هي اقرب للثقة رغم خوفها..أقف بكبرياء،وأمد يدي في صمت......وها أنت ترتمي بين ذراعي في لهفة وشوق.وتعود معتذرا..تعتذر عن الغضب..وعن لحظات ابتعدتها عن قلبي،وأنا ابتسم في صمت،فها أنت يا سفينتي تعود بين أمواجي من جديد...فلك الحنان حتى إشعار أخر..

رسالة حب


( أ )......أشتاق لعطر أنفاسك،لدفء لمساتك،ولرفق همساتك....أشتاق إليك..بل أحتاجك...وأبحث عنك داخلي كلما غلبني الحنين للأمان.....وكلما سرقتني الحياة من حنان مشاعرك الرقيقة...أشتاق إليك حتى وأنت معي...فكيف لا أشتاق لك وأنت الحياة التي تجري داخلي.

( ح )......حيثما كنت أجدك بقلبي،أشعر بك وبكل ما يجول بخاطري،إذا فرحت...ابتسمت الحياة من حولي.وإذا حزنت...بكى الكون ألف دمعة على حزنك.وإذا اشتقت....تأخذك السماء إلى أجمل أيامنا معا.....ويضيء قمرها بنظرة عيناك الحنونة.

( ب )......بك أعيش...ولأجلك أضحي بعمري...معك أحيا...ومعا نرسم خطواتنا في عالم العشق الأبدي الذي لا ينتهي....

( ك )......كل الأصوات هي صوتك...كل الأحلام هي أنت....أرق النسمات هي عطر أنفاسك...وأجمل الأيام هي التي أقضيها معك...أمام عينيك...وبين ذراعيك...

أحـــــبــــــك...

نعم..أحبك يا ملاكي...يا أرق البشر وأحن القلوب،يا أقرب الناس إلى قلبي...إنها كلماتي المتواضعة التي أهديها إليك وأنا أتمنى أن تظل بجواري إلى آخر العمر،وان تكون دائما هنا...حاضرا بكل حبك وحنانك ورقتك...

معا..نحلق لحيث النجوم...فستقيم حفلا كبيرا،وأنت أمير عليه...تبدو بدرا منيرا،وتعلن فوزي بقلبك فوزا عظيما...وتقر بأنني قطعت في سبيل حبك طريقا شاقا...وحطمت الصعاب كلها،احتويتك..خبأتك بين جوانحي...قتلت بغيرتي عشق عيون النساء...دافعت عنك لتبقى جواري للأبد...

فقط أنا من فزت بحبك...بقلبك....بعشقك.....بعيناك....

فقط أنا أحيا معك....بك....ولأجلك...............وتحيا معي...بي....ولأجلي...

أنت يا حبيبي تتحرك في أعماقي عمرا،دفئا لا ينتهي،صارت همساتك..ولمساتك...وكلماتك جزء مني لا أرضى عنها بديلا.....كل ليلة يحتويني حبك لأذوب معه نسائم حب عبر الخيال....

أحبك......... و أحبك....... و أحبك.....

وستظل إلى الأبد الأمل الذي يجمعني بالحياة،والابتسامة التي تصلني بالناس جميعا،والإحساس الذي يجعلني طيرا حرا في سماء حبك...

ستظل دائما يومي...وغدي...وأمسي...وكل عمري.....يا أجمل لحظاتي

الآن اعترف...فإذا كان الحب ذنبا.....فأنت اطهر ذنوبي

وإذا كان الحب كذبا...فأنت أكذوبتي الوحيدة

وإذا كان الحب وهما.....فأنت اصدق أوهامي

أما إذا كنت أنت حلما.....فلن استيقظ منك إلى آخر العمر....

راحلة بكبريائي


ماذا أقول إليك؟؟!!...

ها أنت هنا الآن تدق أبواب قلبي من جديد،وأنا أقف حائرة لا ادري ما افعله وأي كلمات سأدافع بها عن هذا القلب المجروح؟؟!!..أي اتجاه سأتخذه بعد أن ضاع من قدمي الطريق..وتاهت خطايا في ظلام الحيرة ما بين البقاء أو الفراق!!..أغرقتني من جديد في بحر تتلاحق فيه أشواقي ما بين الاستمرار أو الرحيل،وها هي دوامات الرحيل تقترب مني في جنون،لا تبالي بسفن الذكريات التي تحيطني من كل الاتجاهات،تمد لي يداً من حنين،وأنا أدير لها وجهي رغما عني..ابتعد عنها في صمت وأحزاني تقتلني كلما ابتعدت خطوة،ودموعي تنهمر على خدا مسته يوما شفتاك في حنان وصمت،ويداك تداعب شعري المرسل على كتفاي في فوضى محببة إلى قلبك..وتأخذني عيناك الدافئتين إلى جزيرة بعيدة تمنينا يوما أن تجمعنا وحدنا بعيداً عن عواصف الزمن...

في دوامة أكون أو لا أكون..ادخر قلبا امتلأ بحبك وفاض جنونا من السعادة والأمان بين يديك..وعلى كتفيك..قلباً سافر بلاداً بعيدة بين ثنايا قلبك الرقيق ولمساتك الحانية،وكلماتك الهامسة التي تبعث الأمل والحياة بداخلي..

من أنا،وماذا سأكون؟!..لماذا الرحيل؟!..وكيف السبيل للعودة؟!!..أسئلة تطاردني بجنون لتجعلني عاصفة من الحزن و الألم و اليأس..

نعم احبك.....احبك بكل ما املك من مشاعر وأحاسيس ادخرتها لأجلك فقط..احبك بكياني الذي صار جزءا لا يتجزأ عنك...احبك بقلبي..وعقلي..وجسدي..وروحي...وبكل كياني..

ولكن اعذرني،فانا لا أستطيع البقاء مع قلبا يتجاهلني في غرور..قلبا وهبته حبا..فلطمني بقسوة لينزف قلبي دموعاً من ندم....اعلم أنها المرة الأولى التي يلاحقني فيها ندمي على لقاءك،ولكن انظر إلى حالنا الآن بعد أن تاهت خطانا ما بين عنادك ..وكبريائي...صدقني ... لقد بدأت خيوطنا السرية التي تجمعنا تتمزق،وبدأت حصوننا وأسوار قلوبنا تتهاوى..

إنها النهاية يا حبيب العمر....

لا تلومني..فأنت من مهدت لقسوتي الطريق..وفتحت باباًً لكبرياء قلبي المجروح..

لا تلومني..فأنت من بدأت حربا صامتة بين مشاعرنا،ودفعت حبنا للتمهل_بل إلى التوقف_في طريق ملأته بأشواك من حيرة وتجاهل ..وشك..

لا تلومني..فلست بقاسية،ولست خائنة،ولست غادرة......أنا فقط ..أبغى الرحيل..

لا تلومني..فأنت من بدأت بالابتعاد..

وها أنت الآن تعود لتتهمني بخيانة عهودنا القلبية التي وثقناها على رمال شواطئنا..وجعلنا الأزهار والنخيل يشهدون على كل ما بنيناه..وأشعلنا شموع ميلاد..حب خالد..لا مثيل له في تلك الحياة القاسية...وها نحن الآن نطفئها بأنفسنا بعد أن صمدت معنا أمام رياح شديدة وعواصف قاسية مرت علينا..

وها هو ما خشيت منه دوماً.........أن نشعل من رماد حبنا المشتعل ، نارا لذكرى لن تفارق قلوبنا..مهما مرت الأيام،ومهما دار الزمان علينا ...سنتذكر ..وسيتذكر الجميع..حباً وُلد وعاش لسنوات تحت سماء الأمان والاستقرار...والحنان..وها هو يهرب إلى بحار الفراق وذكراه الحارقة..

لا تلومني.....

فقط دعني ارحل في صمت مع كبرياء قلبي....

قلبي الذي سيظل معك حتى يتوقف عن النبض....وهذا ما عاهدتك عليه منذ زمن..

اعذرني


اعذرني...لو أنني يوما صرخت بوجهك أن تبتعد عني...

اعذرني..لو أنني يوما أحرقت رسائلك..هداياك..ذكراك في خيالي...

اعذرني..لو أنني يوماً أطفأت شوقي إليك..حبي المجنون..والحنان في عينان إليك...

اعذرني...إذا رأيتني غدا كزهرة متفتحة لا أهتم بفراقك...

وعندما أمحو كلمة معا من قاموس أفكاري لكي تكون ’’أنا وحدي’’...

اعذرني...لو أنني رأيتك يوما وأدرت وجهي بعيدا عنك في سرعة..

ولتغفر لي سهواتي وتهوري في حبي لك...

عشقي وجنوني...حناني وأشواقي..

حتى قبلاتي التي مست يوما كفيك وخديك..فلتغفرها لي...

اعذرني......عندما أنكر وجودك في حياتي في يوم من الأيام...

وعندما أقسو على قلبك ولا أهتم لأمره

اعذرني....إذا يوماً اشتقت إلي ورفضت أن أمد إليك يدا من حنين

أو أنك ذات يوم عدت نادماً..وادعيت أنني قد نسيت ما فات من سنين

اعذرني فلم أعد أقدر على أن أضمك في حنان وأزيل عنك الهموم..

وأن تنام كل ليلة بين يداي..ويملأني عطر أنفاسك

اعذرني...فلم تعد تحرقني دمعاتك...

ولا صوتك المهتز أسفا...والحب في كلماتك

اعذرني فقد صار ما بيننا ناراً خبت وانطفأت إلى الأبد...

ولن يعيدها يوما دموع ندمك....وآهاتك...

شهريار.......عايش في الدور


بتحبني؟!!..طب ما أنا عشقاك.إيه؟!!!...وحشاك!!!؟….بصراحة مش مصدقاك.

اهدى بس وبلاش تزعل،اصل أنا عارفاك،دايما زعلك زي الأطفال ومش بعرف أوصل لرضاك…أصلك لو جيت بصيت للدنيا ف بعدك هاتلاقي حياتي هلاك…ايوة طبعا محتجاك،لكن دايما مش لاقياك،حساك بعيد عني وقريب،بجد حقيقي مش فهماك.أصلك بقيت لغز،سر الأسرار في الكون،القلب القاسي الحنون…ساعات بكون الملكة في حياتك،وكتير في هواك بتكون مجنون.حياتك صحيح ملكي،مفاتيحها كلها في ايدايا،لكن أبواب قلبك مفتوحة لأي حبيبة تقول بهواك.

عايش ملاك..تخرج من غنوة لحدوتة،وحكاية طويلة وملتوتة،ولا بتّحرم ولا بتخاف،لكن بتلف تلف وترجع تاني لحضن هواك.

ما أنت حياة…نبض يدق على الأحاسيس..وأنا عايشاك،دايما سمعاك..وان مرة طالت غيبتك عني بكون شايفاك..بكون لمساك…دايما فكراك.

أما أنت يا شهريار عصرك وزمانك..مالك مغرور،حساك عايش على عرش الحب،من حب لحب..عايش في الدور،وتقولي دموعي بتجري في بُعدك..بتقول مكسور...عارف من غيرك أنا دلوقتي بعيش ازاي؟!!...زي العصفور...بجناح مكسور،مستني تطق شرارة نور..عايش في الضلمة وبالأحزان دايما مغرور....شفت يا أمور،لو يوم حسيت الحب بجد ما كنتش سبت قلبي يضيع،سافر لبعيد...غرقان ووحيد.لكن أنت عايش الحدوتة،مستني الليلة دي تخلص ياللا،وبسرعة تنادي على مسرور...

لا اصحى وفوق،دلوقتي هاقولك..ها فضل احبك،لكن يوم ما هاتيجي تبيع،هاتحس ازاي بتطير أرقاب بسيف مسرور...وهاتيجي بسرعة تدق الباب...هاتلف تدور..وتقول وحشاك...وساعتها أنا هارجع تاني عشقاك،حساك،لمساك...دايما فكراك...اصل أنا عارفاك....

صرخة في الخلا


فاكر...فاكر قعدتنا في بيتنا،بابا و ماما،وشقاوة أختي تهادة،ضحك اخويا جهاد،جدتي العجوزة الطيبة اللي بحبها جدا..واللي دايما تحكيلي حكاوي زمان...

بيتنا كان ياما كان..كان حلم من الأحلام...كلنا بنحب بعض..دايما مع بعض..ولأني الصغير فأنا حبيب الكل..

نسيت أعرفكم بنفسي،أنا عبدالله،اصغر زهرة في بستان فرحة البيت زى ما كان أبويا دايما يقولي،أنا الضحكة اللي اترسمت على شفايف أمي يوم ما ولدتني،وصرخة جدتي اللي شقت سكون الكون لما مات جدي...أنا قلب تهادة...وابتسامة نصر جهاد بعد المعارك بينه هو وأصحابه مع اليهود،ضفته بالحجارة...وضفتهم بالرصاص،لكن في النهاية يرجع جهاد وأصحابه فرحانين بإنهم قتلوا اتنين جنود إسرائيليين بالحجارة وصابوا خمسة منهم بعد ما مات تلاتة فلسطينيين بالرصاص...

فاكر حكاية أبويا عن يوم ولادتي،قاللي إني الأمل والفرحة في عز وقت الحزن..بعد استشهاد جدي برصاصة خاينة من جندي إسرائيلي،وبعد ما ضاعت الصحبة والجيرة الطيبة،ولا عاد حد عارف مكان حد..ولا عاد في لمة تجمع الكل في سهرة أو فرحة...

جيت أنا الأمل لبكرة وانتصاره،جيت حلم النهاردة في الخلاص،جيت دمعة محبوسة في عيون أم استشهد ولادها بإيد الإسرائيليين،وجيت حسرة الأب اللي مات ابنه بين ايديه...

.....ولدتني أمي....لكني ابن كل الأمهات...

خلقت فيهم الأمل اللي راح مع السنين،ودايما كنت أقول إني البندقية اللي هايخرج منها قنابل الحزن في وسط اليهود،أنا اللي هاخد بتار اللي راحوا..وهانتقم للفرحة اللي ماتت والمدينة اللي اتدمرت...أنا الأمل في بكرة...

صحيت اليوم وأنا ناوي على البسمة..هارسمها في شقوق وش جدتي اللي رسمها قبلي الزمن....وهاكتبها في عيون أمي اللي الخوف انقسم في ملامحها..

لكن حلمي في ثانية اتحول لكابوس فظيع،صوت الرصاص هنا وهناك في كل مكان،الذعر خد مكانه في ملامح أهل بيتي،وأمي تسحبني من إيدي لجّل أدارى في أحضانها،تهادة تصرخ والرعب مالي عنيها،وأبويا احتار ما بين خروجه لصفوف الجهاد،وما بين صراخ أمي اللي بيطالبه بالانتظار،أما جدتي كانت وحيدة في ركن البيت..صوتها عالي بالقرآن والدعا على اليهود.ويخرج جهاد مع أصحابه والحماس يحوطهم،وثورة الانتقام تشدهم...

...وأنا ما أدري إذا كنا في وسط الجحيم..أو صرنا جمرات لهب ما ينطفي...

اتهدم سقف بيتنا وحيطانه...وصرنا في الخلا ما في شئ يحوطنا،غير القنابل،والرصاص أصبح مطر..لا ...سيل حوالينا ييجي من كل مكان..ولا شايف غير النار تعلى وتملاني...

وآخر ما شفته كان جهاد واقف مع صاحبه يواجهوا دبابة إسرائيلية وما في معهم غير الحجارة..دفنت نفسي في حضن أمي وأنا خايف..وأنا غضبان...وآخر ما سمعته بين أصوات الرصاص..صوت أمي وهي تتركني وتجري على أخويا وتصرخ بحرقة:جهااااااااااد...لكن...وينه جهاد؟!!...

ما دريت بحالي غير بعد ساعات-أو بعد أيام-ما بعرف،لكن فتحت عيوني لاقيت حالي بأة الأحزان،إيه اللي أنا شايفه؟!!!..

أول ما شافت عيني كان جهاد...لا..ما هو جهاد،كانت بقايا جهاد...وفوقها أمي وعيونها صارت خلا وصرختها لسة في ملامحها،ما عرفت إذا كان اللي حواليهم دمها أو دم جهاد...ما عاد يفرق...ماتت أمي بحسرتها ولا ماتت بالرصاص!!!...

وكانت تهادة على الأرض وكأنها وردة دبلانة في الخريف..راحت تهادة..راحت شقاوتها..راحت أختي وهي ما تدري إنها راحت...

أما أبويا فلاقيته ماسك بإيده الخنجر وراشقه في قلب جندي إسرائيلي،قبل ما يموت برصاصة..لا..ألف رصاصة في ضهره...

إيه اللي باقي؟!!..مين اللي باقي؟!!...جدتي...جريت هنا وهناك..وناديت عليها بصوت عالي...لكن ما لاقيت رد،ولاقيت في ركن البيت..تحت الحطام،جدتي...ماتت وهي حاضنة صورة جدي الشهيد،وبإيدها ماسكة مصحف..وعنيها للسما بتضحك..وبسمة أمل على ملامحها...

ما دريت إذا كان اللي أنا فيه وهم...ولا حلم هربان من الأحلام؟؟؟...

فجأة صار بيتنا قطعة من نار...راحوا أهلي وتركوني وحيد...كيف راح أعيش وأنا شايف أخر نظرة في عيون أمي وهي مقهورة على أخويا..ودمعة أختي اللي ما لحقت تخرج من جفونها...

وفي الخلا...سمعت صوت جدتي عالي بالقرآن والدعا على الصهاينة...

ما دريت إذا كان هذا صدى صوتها,,,ولا دعاها صار جزء من روحي يفكرني بأحزاني...

ولا حسيت بحالي إلا وأنا راسي مرفوعة للسما وبصرخ..

انجدنا يااااااااااارب....

تعريب وتطوير حسن