رسالة للحبيب الراحل

حبيبي الغالي

اعتذر بشدة لانه مضت مدة طويلة دون ان اكتب لك،وذلك لاني اقسمت منذ رحيلك الا اكتب قصة او ابعث خطابا...ولكني لم استطع ان اوفي بقسمي
لقد قرات شعرا لابن الرومي يقول فيه وهو يرثي ولده:
وأنت وإن أُفردت في دار وحشةٍ........فأنا في دار الانس في وحشة الفرد
فمثلما شعر ابن الرومي بالحزن والاسى،شعرت انا ايضا بالحزن والوحدة والالم،وانا ايضا اصبحت وحيدة في قبر الدنيا،لا اجد فيها ما يعزيني عنك،ولا اجد ما يواسيني عن رحيلك
ليتك تعود الان وترى ما صار اليه حالي،ان الاحزان تحيطني من كل النواحي،ودائما تصاحبني ذكراك ويلتهمني شوقي اليك
اراك الان تهمس لي بحبك وحنانك وتقول لي:
حاولي ان تنسي فانا غاضبٌ جدا منكِ لما تفعلينه بنفسك
ولكن كيف انسى وقد كنت كل كنوزي وكل ما لدي،لقد صرت وحيدة..غريبة في هذه الدنيا،لا شئ يخرجني مما انا فيه
يا من علمتني كيف يكون ايماني بالله قويا،وكيف يكون الايمان الحق؟..يا من
علمتني كيف ابكي في كل صلاة اصليها وكل اية عذاب اقراها..يا من علمتني كيف يكون الحب وكيف يكون العفو عند المقدرة؟!...يا من علمتني كل شئ جميل...ستبقى دائما في قلبي كذكرى جميلة حتى اموت وارحل عن هذه الدنيا التي اصبحت لا شئ منذ رحيلك
مازلت اتساءل ؟!..لماذا كتب علينا القدر قصة الحب دون ان نكملها؟!...انه قضاء الله وقدره ولا دخل لنا فيه، اعلم ذلك
يا صاحب القلب الكبير ويا رفيق الطفولة والصبا،اعذرني ..فلم اكن اقصد ان احملك هذه الالام معي..لكني ابث اليك حبي واشواقي...وما معهما من احزان
ساظل احبك دائما وابدا بالرغم انني اعرف اني لست من تبغيه الان،لانك منذ رحيلك لم تعد تبغي الا رحمة الله وغفرانه..والسعادة والسلوى لمن تركتهم بعد رحيلك..فليغفر الله لك،وليسكنك فسيح جناته..وليرحمك من عذاب القبر ويعطيك نعيمه
لقد رحلت عنا في وقت كنت في اشد الحاجة اليك،فموتك اذاب داخلي كل ذرة امل...ماذا ساقول سوى ان الحزن قد دخل قلبي الى الابد،وترك في قلبي جراحا لا تندمل، ونارا مشتعلة لا تنطفئ اشعلتها الرغبة في قتل الزمان الغادر..لقد رحلت عن الناس جميعا لكنك لم ترحل عني...فما زال قلبي هناك معك...,ومازال قلبك هنا معي
لا اعرف كيف اخفي كل ما بنيناه معا منذ طفولتنا السعيدة والانتهاء بالحادث الاليم..اجدني احفظ كل كلمة قلتها،وكل جملة نطقتها..حتى الامك بعد الحادث الغادر احفظها كلها وكأنها كتاب أنزله الله في قلبي
لقد رحلت عنا دون كلمة وداع،مازلت اتذكر تلك الغيبوبة الطويلة التي بدات بها الماساة الحقيقية،والتي انتهت بان صعدت روحك الى بارئها،وقتها نطقت اسمي ..فوداعا
لم يعد لي سوى الذكريات وحدها،لكنك مازلت في اعماقي،مازال قلبي يهتف في لوعة واسى........اين انت؟؟
مازالت صورتك محفورة بين ثنايا قلبي،ومازال قلبي ينبض بحبك
فالى اللقاء يا حبيبي في العالم الاخر،الى اللقاء في جنة الفردوس..في عالم المحبين والمحبات،اتمنى ان الحق بك عما قريب،بالرغم اني اعرف ان الرحلة طويلة والسفر بعيد
ساظل احبك مهما كان ومهما حدث،وسيكتب لك قلبي رسالة ستبقى في القلب حتى اموت وارحل عن هذا العالم الذي احببته معك..
فليرحمك الله..ويزرع الصبر في قلوب من تركتهم بعد رحيلك..وليوقف الله الدموع الغزيرة في عيني
ومع حبي
من محبوبتك ورفيقة طفولتك وصباك



ريم عبد المنعم
1 تعليق
  1. همس Says:

    لا ادرى لما شدنى العنوان وتاثرت جدا بالكلام احسست انه كلام صادق لا يكتبه الا حزين فلكى كل السلوى ويعوضك عن حبيبك خيرا


تعريب وتطوير حسن