ما بين حناني وعاصفتي


أدق أبواب صمتك في حزن وخوف وترقب،أسير نحوك في خطى هي اقرب إلى الركض في سرعتها...أشعل في ثورة ألف وجه وألف يد تمتد إلي،واغرق في جنون ألف ذكرى وألف فكرة وألف خاطرة بدموعي...أمزق دواوين شعري في ذهول،واتجه نحوك في خوف،والقي خلفي كل الشعارات التي ملأتني بالسام والتمرد،وجعلتني كالفرس المتمرد المنطلق في ثورة وجنون...وها أنا أقف بين يديك ارقب صمتك وغضبك، كطفل صغير اخطأ ويخشى عقابه المنتظر.

غاضب أنت،نعم اعرف أنها الحقيقة..واعرف أنني من اخطات في حق قلبك وإحساسك الصادق،اعرف أنني انطلقت بجنوني نحو أمواج البحار الثائرة فجعلت منا غريقان في بحور الحيرة...تائهان مهما التقت الطرق،ضائعان مهما اقتربت الخطى....

حائرٌ بين غضبك وحنانك،بين ثورتك الصامتة وبين رغبتك بضمي إليك،فدائما ما كنت لك فتاتك المدللة،تخشاني بقدر ما تخشى علي..وتتمنى لو تستطيع أن تضمني بقوة حتى تدخلني إلى صدرك وتُسكنني في قلبك،تخفيني عن العيون...كي أكون ملكا لك وحدك دون الآخرين،الحب ينطلق من عيناك رغم التماع الغضب فيهما،تنطلق من داخلك أسهم جارحة تخطيء إصابتها متعمدا..

اهرب كما تشاء من نظراتي...وابتعد كما ترغب عن لمساتي،فأنا اعلم انك ستعود متلهفا لانهار حناني،وستبكي ندما على كل لحظة غضب...وأنا لن اعتذر

سأكون دوما هنا أدق أبوابك في خوف وترقب،مع يقيني بحبك،وأنا واثقة من ضعفك أمام حبي وحناني..وأمام نظراتي الدامعة.

لن اعتذر،فليس الجنون بخطيئة-فالحب جنون-تخشى اندفاعي وجنوني،وتخشى عواصفي الحمقاء...فليلة أكون ملكا لك وحدك،وليلة أشعرك بالتمرد،أشعل في وجهك ألف ثورة،انطلق بعباراتي التي لا معنى لها,وأعود نادمة...خائفة...مترقبة

ولكني يا سيدي كالبحر..أهدا أياما،وأثور لساعات،احتضنك في سكون بين أمواجي الهادئة،واعصف بك في تياراتي الجارفة..احمل بداخلي أسرار العمر..,وخطايا البشر..أشكو قسوة القدر...وأخشى غدر الزمن.....

نعم أنا كالبحر،وحدي مهما اجتمع من حولي الناس،قوية..وأهوى السفر هنا وهناك مع سفن احملها كما أشاء،وارسم الطرقات التي أريدها.

كالبحر أنا..وليتني لم أكن،فالجميع يظنون أنهم يستطيعون فهمي وقراءة أسراري،ولكني اعرف أنني غامضة،اخفي مشاعري الحقيقية في صمت..والصمت غموض..وحيرة وخوف.وليتني لم أكن كذلك،فانا يا سيدي أخشى الوحدة...أخاف أوقات ضعفي،ابحث عن قلبا يؤنسني في ضعفي،ويدا تصفعني عند تهوري وطيش أفكاري..أبغى صدرا حنونا الجأ إليه عندما اهرب من تيارات نفسي الجارفة التي لا أستطيع التصدي لها.

ها أنا ذا..أعود إليك متلهفة،أتقدم بخطى هي اقرب للثقة رغم خوفها..أقف بكبرياء،وأمد يدي في صمت......وها أنت ترتمي بين ذراعي في لهفة وشوق.وتعود معتذرا..تعتذر عن الغضب..وعن لحظات ابتعدتها عن قلبي،وأنا ابتسم في صمت،فها أنت يا سفينتي تعود بين أمواجي من جديد...فلك الحنان حتى إشعار أخر..

تعريب وتطوير حسن