راحلة بكبريائي


ماذا أقول إليك؟؟!!...

ها أنت هنا الآن تدق أبواب قلبي من جديد،وأنا أقف حائرة لا ادري ما افعله وأي كلمات سأدافع بها عن هذا القلب المجروح؟؟!!..أي اتجاه سأتخذه بعد أن ضاع من قدمي الطريق..وتاهت خطايا في ظلام الحيرة ما بين البقاء أو الفراق!!..أغرقتني من جديد في بحر تتلاحق فيه أشواقي ما بين الاستمرار أو الرحيل،وها هي دوامات الرحيل تقترب مني في جنون،لا تبالي بسفن الذكريات التي تحيطني من كل الاتجاهات،تمد لي يداً من حنين،وأنا أدير لها وجهي رغما عني..ابتعد عنها في صمت وأحزاني تقتلني كلما ابتعدت خطوة،ودموعي تنهمر على خدا مسته يوما شفتاك في حنان وصمت،ويداك تداعب شعري المرسل على كتفاي في فوضى محببة إلى قلبك..وتأخذني عيناك الدافئتين إلى جزيرة بعيدة تمنينا يوما أن تجمعنا وحدنا بعيداً عن عواصف الزمن...

في دوامة أكون أو لا أكون..ادخر قلبا امتلأ بحبك وفاض جنونا من السعادة والأمان بين يديك..وعلى كتفيك..قلباً سافر بلاداً بعيدة بين ثنايا قلبك الرقيق ولمساتك الحانية،وكلماتك الهامسة التي تبعث الأمل والحياة بداخلي..

من أنا،وماذا سأكون؟!..لماذا الرحيل؟!..وكيف السبيل للعودة؟!!..أسئلة تطاردني بجنون لتجعلني عاصفة من الحزن و الألم و اليأس..

نعم احبك.....احبك بكل ما املك من مشاعر وأحاسيس ادخرتها لأجلك فقط..احبك بكياني الذي صار جزءا لا يتجزأ عنك...احبك بقلبي..وعقلي..وجسدي..وروحي...وبكل كياني..

ولكن اعذرني،فانا لا أستطيع البقاء مع قلبا يتجاهلني في غرور..قلبا وهبته حبا..فلطمني بقسوة لينزف قلبي دموعاً من ندم....اعلم أنها المرة الأولى التي يلاحقني فيها ندمي على لقاءك،ولكن انظر إلى حالنا الآن بعد أن تاهت خطانا ما بين عنادك ..وكبريائي...صدقني ... لقد بدأت خيوطنا السرية التي تجمعنا تتمزق،وبدأت حصوننا وأسوار قلوبنا تتهاوى..

إنها النهاية يا حبيب العمر....

لا تلومني..فأنت من مهدت لقسوتي الطريق..وفتحت باباًً لكبرياء قلبي المجروح..

لا تلومني..فأنت من بدأت حربا صامتة بين مشاعرنا،ودفعت حبنا للتمهل_بل إلى التوقف_في طريق ملأته بأشواك من حيرة وتجاهل ..وشك..

لا تلومني..فلست بقاسية،ولست خائنة،ولست غادرة......أنا فقط ..أبغى الرحيل..

لا تلومني..فأنت من بدأت بالابتعاد..

وها أنت الآن تعود لتتهمني بخيانة عهودنا القلبية التي وثقناها على رمال شواطئنا..وجعلنا الأزهار والنخيل يشهدون على كل ما بنيناه..وأشعلنا شموع ميلاد..حب خالد..لا مثيل له في تلك الحياة القاسية...وها نحن الآن نطفئها بأنفسنا بعد أن صمدت معنا أمام رياح شديدة وعواصف قاسية مرت علينا..

وها هو ما خشيت منه دوماً.........أن نشعل من رماد حبنا المشتعل ، نارا لذكرى لن تفارق قلوبنا..مهما مرت الأيام،ومهما دار الزمان علينا ...سنتذكر ..وسيتذكر الجميع..حباً وُلد وعاش لسنوات تحت سماء الأمان والاستقرار...والحنان..وها هو يهرب إلى بحار الفراق وذكراه الحارقة..

لا تلومني.....

فقط دعني ارحل في صمت مع كبرياء قلبي....

قلبي الذي سيظل معك حتى يتوقف عن النبض....وهذا ما عاهدتك عليه منذ زمن..

تعريب وتطوير حسن